نقف هذا العام أمام مشهد التجارة الإلكترونية في الكويت والخليج العربي كجزء لا يتجزأ من العالم، ونرى تغيراً واضحاً وصريحاً بالسلوك التجاري الإلكتروني للمستخدم العادي الذي نمى وحقق قفزات تصاعدية كبيرة خلال الأعوام الماضية.
في الكويت، شهدت ساحة ريادة الأعمال استيعاباً كبيراً لهذا المفهوم الذي لم يعد حديثاً بشكل نسبي بحيث اتجهت أغلب رغبات المبادرين للتواجد في هذه الساحة كلاعب جديد ومنافس آخر يقدم خدماته من خلال مفهوم التجارة الإلكترونية.
فالكويت تعد أحد أكبر الأعمدة الخليجية في هذا المجال ومن أكثرها نمواً وتطوراً. وقد حققت نماذج من التجارة الإلكترونية الكويتية نجاحاً مبهراً لفت أنظار كبار المستثمرين في العالم وقدم هذه المشاريع كفرص ناجحة للاستثمار بسبب جودة تصميم نموذج العمل وكذلك تخصصه التقني إلى جانب الذكاء التسويقي الذي يتمتع به كل فريق من فرق هذه المشاريع.
من النماذج الكويتية الناجحة في ساحة التجارة الإلكترونية موقع طلبات الشهير والذي يمكن مستخدميه من الطلب من المطاعم بمختلف أنواعها، وبعد بضعة سنوات من تأسيسه تم الاستحواذ عليه من قبل مجموعة روكيت إنترنت الألمانية العملاقة بقيمة 170 مليون دولار. وبسبب وجود فجوة في نموذج العمل الخاص بموقع طلبات حينها، وهي بأن المستخدم لا يستطيع الطلب من المطاعم والمقاهي التي لا توفر بالأصل خدمة التوصيل للعملاء، فقد تمكنت شركة كاريدج من أن تقدم نفسها كشركة ناجحة وهي صاحبة نموذج العمل المغاير والذي يركز على القيام بعملية التوصيل والتسليم للعميل إلى أي مكان في دول الخليج الشيء الذي يتيح انضمام المزيد من المطاعم التي توقفت أو لا تريد أن تقوم بخدمة التوصيل بنفسها لأسباب عدة أهمها خفض التكاليف. وبسبب هذا النجاح وقعت كاريدج اتفاقية استحواذ تنضم بموجبها إلى مجموعة ديليفري هيرو والتي تعتبر من الشركات العالمية الرائدة في مجال خدمات طلب وتوصيل الطعام بشكل إلكتروني.
من ناحية أخرى، تثبت التجارة الإلكترونية أهميتها بالنسبة للمشاريع التجارية سواء الصغيرة، المتوسطة أو الكبيرة عند النظر لفعالية تطبيقات الموبايل التي تخدم هذه المشاريع، فنجد سهولة الإستخدام وسلاسته لتحقيق فعل الشراء وأنت في أي مكان في العالم، وفي أي وقت بدون أن ننظر لمواعيد العمل في المتاجر التقليدية، نأخذ تطبيق كفراتي مثالاً واضحاً كنافذة إلكترونية تساند الموقع الإلكتروني لـ كفراتي العلامة التجارية الكويتية المتخصصة في مستلزمات الهواتف والأجهزة الذكية. بحيث ساعد تطبيق كفراتي إدارة الشركة وعملائها على تسهيل عملية الشراء وتحديث البضائع بصورة أسرع وأدق.
هذا إلى جانب الكثير من الأمثلة المعروفة بالنسبة لما يخص تطبيقات الهواتف والأجهزة الذكية والتي نستخدمها في حياتنا اليومية كأفراد وشركات وترجع في أساسها إلى تمثيل نموذج التجارة الإلكترونية محاكيهً سلوك العميل الذي يتطور بشكل متسارع.
تثبت لنا التجارة الإلكترونية بأنها النموذج الأفضل والأذكى لأنها تسد حاجات المجتمع وتجعل يوم الفرد المستهلك من جانب وفريق العمل من جانب آخر يوماً أسهل، وهذا يدعونا للتأمل بكيفية تغير أسلوب سلوك المستهلك الذي كان يخاف من أن يشارك معلوماته البنكية والشخصية قبل سنوات إلى أن أصبح هذا السلوك شيئاً مقبولاً وأساسياً للحصول على المميزات التي توفرها التجارة الإلكترونية.
إذا كنت تفكر في إنشاء مشروع خاص بك، يجب أن تأخذ التجارة الإلكترونية حيزاً كبيراً من تفكيرك! لأنها وببساطة ليست المستقبل فحسب، بل هي الواقع الذي نعيشه اليوم، إذ تبدو مؤشرات صعود الشركات الناشئة في المنطقة العربية إيجابية ضمن مشهد التوسع التقني في المنطقة.